ملاحظة : عليك وضع اسم الطالبة التي ستلقي قبل هذه العلامة :
((( غربية في زمن الغرباء )))
: نشيد غرباء >>> غرباء ... غرباء ... غرباء ... غرباء
غرباء ولغير الله لا نحني الجباة غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة
: حكَت لي بألم..، حكَت لي على استحياء..، حكايتها كحكايا كثيرة أسمعها وأراها..، حكايا عجيبة..، غريبة..، وحكايتها هذه أعجب وأغرب..!
: حدّثتني عن بداية استقامتها..،
حدّثتني عن هجرها لكثير من المعاصي والمنكرات..، حدّثتني عن تخلّصها من كثييييرٍ من الأشرطة والأسطوانات..،
حدّثتني عن أولى خطواتها بعباءتها الشرعية الجديدة..،
حدّثتني عن آخر الأشرطة التي استمعت إليها..،
حدّثتني عن إتمامها حفظ جزءٍ من القرآن..!،
حدّثتني بسعادتها بمحافظتها على الصلاة على وقتها .... بعد أن كانت الفروض تُجمع في أحسن الأحوال..!
: وفي المقابل..
حدّثتني عن مناسباتهم العائلية المختَلَطة و المعازف الصدّاحة..،
حدّثتني عن بيتٍهم الذي لا يعرف معروفاً ولا يُنكِر منكراً..،
حدّثتني عن بيتٍهم الذي لا يعرف فيه أحدٌ عن أحدٍ شيئاً..، حتى الطعام لم يعد يجمعهم..،
شَكَت لي أنها لا تتمكن من سماع المؤذن والصلاة من الجامع القريب من بيتهم إلا بصعوبة لكثرة الأصوات المزعجة المنبعثة من غرف أخوتها أو من تلفاز الصّالة الرئيسية لبيتهم..،
حدّثتني عن مشاعر التندّر وكلمات الاستهزاء والتسخّط من استقامتها وطريقة تفكيرها و نظرتها للحياة ..!
( تفتح الستارة لمشهد صامت لمحاولات الطالبات ثنيها عن الذهاب للمصلى وهي تمسك القرآن )
: حدّثتني والدمعة تسابق كلماتها..، تتعثّر الكلمة في حلقها وقلبها يحترق !!
فحتى في المدرسة ، كم تعاني من صديقاتها
تتحدث لهم عن الجهد الذي تبذله في حفظ كتاب الله
فيردون عليها ( ما احد قالك إنتِ اللي متعبة عمرك عالفاضي !!)
عندما تبدأ الفسحة ( صوت الجرس ) وتعبر لهن عن رغبتها بحضور الدرس في المصلى ،
كم تعاني من ضغوطهم عليها لثنيها عن الذهاب ...
واستغرابهم من حرصها على الأجر والرحمة ودعاء الملائكة .. وكأنها تتحدث عن أساطير وخرافات !!
وهنا تخنقها الكلمات وتهزها مشاعر الغربة ..
: نشيد >>> >> عليّ الأرضُ ضاقت والسماء وليس بغير مولاي الرجـــاء
إلــهٌ راحـــمٌ بَــرٌ كريـــمٌ يجيب العبد إن صح الدعاء
إلهي من سواك لكشف كربي فقد بَعُدُ القريب والاصدقاء
مددت إليكَ يا ربــــاهُ كفّي عسى بالجودِ تنفتح السماء
: تحكي لي عن تندرهم بعبائتها وحجابها ،
كم قالوا لها : ليه تصيرين غير عنّا ،، إنت لسّه صغيرة عيشي حياتك !!
وما دروا أنها منذ أن تركت عباءتها المزيفة .. وارتدت العباءة الشرعية كأنها ارتدت كساءً من نووورٍ وطهرٍ وصفااااء
فقد أحبّتها .. أحبتها كثيراً برغم الاستهزاء !!
:وكانت كلما كشر الفساد حولها عن أنيابه .. لجأت إلى من أحبته وتركت ما تحب من أجله ، فترفع بصرها للسماء قائلة بقلبها المعلق بحب ربها ( يـــــا مثبت القلـــوب ثبت قلبي على ديـــنك )
تطفأ الأنوار ******( عرض فلاش صلاتي ودمعي )******* تفتح الأنوار
: إليكِ .. يا من تعيشين زمن الغربة .. ليست غربة الأرض والوطن !!
وإنما غربة الدين وغربة الحق
امسحي دموعكِ..، كفكفي عبراتكِ .. وسابقي بهمّتكِ الريح..!، لتكن شخصيتكِ قويّة..، لا تذوبي في المجتمعات التي تخالطينها، بل ابهريها بحسن خلقِك وعطائك وسمتِك..!
قال صلى الله عليه وسلم : ( بدأ الإسلام غريباً و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء , قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال الذين يصلحون إذا أفسد الناس )
:لا تنسي >> أن النعيم لا يدرك بالنعيم ..وأن من آثر الراحة في الدنيا .. فاتته الراحة في الآخرة !!
إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم.. في دار السلام ..وأما في هذه الدار فكلا !
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين) - تقرأ مرتين وبهدوء –
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طوبى للغرباء, قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون قليل ، في ناسٍ كثير.. من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم )
: توكلي على الله إنك على الحق المبين ..
ولا تغتري بكثرةِ المتساقطات .. ولا ندرةِ الثابتات ..
ولا تستوحشي من قلة السالكات ..
**** نشيد : غرباء لكن ربنا الله - لأبي عبد الملك -*****
بيدكِ كتاب الله..، تأمليه تاليةً حافظة، تأملي قصص الأنبياء، منهم من ابتُلي بتكذيب قومه فصبر..، منهم من ابتُلِي بمرضه فصبر..، منهم من ابتُلي بفقد ابنه فصبر..، منهم من أوذي من أقرب أهله فصبر..، منهم من اتُهِم كذباً وزوراً فصبر..،
: أين نحن من حبيبنا بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول لصاحبه و قد اشتدّت الأزمة : (( لا تحزن، إنّ الله معنا))؟!!!!
لا إله إلا الله..، في قلب الأزمة وفي شدّة المحنة..، ثقةٌ بالله ونصره، و (( كفى بربك هادياً ونصيراً))،
: قفي بشموخ.. ارفعي الهامَة.. واطردي عنكِ كل شيطانٍ وهامّة..
زادكِ التقوى وأكرِم بها من زاد، ((ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)). زادكِ اليقين والثقة بنصر الله، منه تستمدين قوتكِ، وإن ضَعُف المعاون والنّصير، وليكن حالك حال من قيل فيه:
: ولا يُرى من فزعٍ ... رَهْنَ أسى
يقينُهُ كالطودِ في القلبِ .. رسى
يُبصِرُ في غَوْرِ الخطوبِ .. قبسا
مِنْ نُصرَة اللهِ ...إذا ما استيأسا
: وليكن زادكِ التوكّل على الله و تفويض الأمر إليه، ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه )). زادكِ محبّة الله ومحبّة ما يحبّه ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم،، زادكِ الدعاء والأّنس بالله في الخلوات. زادكِ كتاب الله وأنعِم به من زاد.
واعلمي أن ( سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة ) - تردد مرتين بهدوء وقوة -
فما هي إلا ساعةٌ ثم تنقضي
ويذهَبُ هذا كلّه ويزولُ! تهون الحياة .. وكلٌ يهون
ولكن إسلامنا لايهون ... إذا ما أرادوا لنا أن نميل عن النهج .. قلنا لهم مستحيل
تهون الحياة وكلٌ يهون ...
ثم تختم بنشيد ( تهون الحياة وكل يهون - لأبي عبد الملك-)
.
و حبذا إذا أضفتي عليها هذا الشعر ( لأني أحس أنه مناسب )..
زمان هاج بالفتن و أوغل في دجى المحن
و عصر بات يقذفني يصارع عزمي الدفاق
أخو دربي رمى حمماً فلن يُذْوي بي الهمما
و دربي بالغ قمما و تحدو سيري الأشواق
غريب و الإباء يعلو غريب و المضي سهل
غريب و المنى تحلو و رب العرش بي رفَّاق
غريب هكذا وصفوا و إن قالوا و إن هتفوا
و إن عرفوا فما عرفوا بأني للعلا تواق
سأمضي رافعاً رأسي طموحي يعتلي يأسي
بإيمان حوى نفسي يحاصر ليلي الإشراق
فياربي ترى الفتنا فكن عوناً إلهي لنا
أَجِنْ نور اليقين بنا ليشرح نوره الأعماق
(( إن بغيتي الشعر أنشودة بتلقينه في شريط محاضرة الغرباء لخالد الراشد )
الثلاثاء يونيو 14, 2011 9:22 pm
